2007-02-21

بداية

كثيراً ما نسمع عن دولة الإمارات بشكل عام، و دبي خصوصاً. يعتبرها الكثيرين في البلاد العربية بلد البذخ و الحياة المرفهة. أسواق لا تحصى، مواسم تسويق، شركات العالم كلها، حياة إستهلاكية .. بعض من ملامح هذا البلد. طبعاً هذا يعتمد على الزاوية التي ننظر منها ..

إليك/ي ببعض الحقائق:
* عدد سكان دولة الإمارات 4,496,000 المرجع
يمثل الأجانب (غير مواطنين) ما نسبته 80% من مجموع السكان (أيّ 3,596,800 ) و 90% من الطبقة العاملة المرجع
* و من أصل حوالي 5 مليون نسمة هناك 2,738,000 عامل .. أي أكثر بنصف عدد السكان الكلي بقليل. المرجع السابق
* يعاني العمّال، وبشكل خاص، عمّال البناء ظروفاً صعبة جداً في جميع النواحي: ظروف العمل صعبة جداً و خاصة في الصيف، مساكن العمّال سيئة الحال و مكدسة، إهتمام صحي يكاد يكون ملغي، عدم دفع الرواتب المتكرر، الرواتب القليلة نسبة للحياة الغالية في هذا البلد، إساءة المعاملة و الكثير الكثير من الظروف و الحوادث التي أسمع عنها و أراها و أقرؤها.

طبعاً أنا لا أعمم هذا الوضع على كل الشركات و الأعمال الموجودة في الإمارات، و لا أضع كل اللوم على حكومة البلد .. و لكن كلهم لهم دور في معاناة العمّال .
حتى لو لم يكن للعمّال جنسية إماراتية، حتى لو كانوا دون شهادات، حتى لو كانوا من بلدان يعتبرها البعض فقيرة و من العالم الثالث، حتى لو كان لون بشرتهم و لغتهم و ديانتهم و معتقداتهم مختلفة عن أهل البلد .. في النهاية هم كلهم بشر، و من حقهم أن يُعاملوا كبشر.

الطبقة العاملة في الإمارات، و بالتحديد عمّال البناء و السائقين و الخدم هم الأكثر تعرضاً للإستغلال البشع، بعلم و/أو بجهل الحكومة. طبعاً و كما هو معروف، رأسمال لا دين له و لا وطن .. فالمصلحة و الربح هي فوق كل القيم لدى البعض.

إنّ إستيعاب طبيعة الطبقة العاملة في أيّ بلد/مجتمع، هي أساس التحليل الذي يتبعه وضع اللبنة الأساس لحل مشاكلها و تنظيمها على كل الأصعدة. بدءاً من قانون العمل، إلى تثقيف العمّال، إلى تنظيمهم، إلى تشكيل نقابات عمّالية ..

ما هذا الموقع إلّا محاولة لوضع النقاط على الحروف، و تزويد أيّ مهتم بمعلومات مأخوذة من الصحف و المجلات، و من خلال الإحتكاك بكثير من الناس، و بعض التحليلات لمجريات الأمور، و أخيراً من خلال مشاهداتي الشخصية و لقاءاتي مع بعض العمّال

ليست هناك تعليقات: